السبت، 29 ديسمبر 2012

كنْ من تكون


لا تُسرف في الاحلام كثيراً ..
أن تحلم قليلاً ، وتحققها جميعاً
خير من أن تحلم كثيراً وحسب !!
ولتكن على ثقة تامة
أن ما تطأه عيناك ، بأمكان قدماك الوصول اليه !
لا تقل كيف !
قل متى !!
لا ترفع عيناك عن الحلم
إلا عندما تتأكد من تحقيقه
فعندما ترغب في القفز
انظر حيث يمكنك الوصول
لا أن تنظر إلى ما تطأه قدماك !

أنت من يَملك طموحك
فإما أن تجعله بحراً
يفيض بكثرة اشياءك
أو ان تجعلها قفصاً
يتسع لأحلامك المتعفّنة لا أكثر !!
لك الاختيار ..
كن ما تشاء !!

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

في المقهى



جلستُ وحيداً في تلك الزاوية إلى جوار النافذة المطلّة على الطريق العام .
كنت غريباً في المقهى ..
لم أجد طريقاً لكلمة أقولها على الملآ ..
سوى تلك التي ناديت بها النادل قائلاً ..
فنجنان قهوة لو سمحت !
هزَّ برأسه مبتسماً !
كان اكثر المتواجدين بشاشة !
كلهم غرباء في المقهى الغريب ..
تَطِلُ شمس الصباح عابرة نافذتي بدفئ كاذب !
كانت الشمس أولى معارفي في البلد البعيدة
شعرت بدفئها .. فعرفت انها لا تزال صديقتي
كما في السابق تماماً . .
خطّت خيوط الشمس طريقها نحو فنجان قهوتي المنتصف تقريباً ..
وكأننها تتذوقها لتتأكد من جودتها ، حرصاً على سلامة مزاجي !
أو لربما كانت مثلي ، تعشق رائحة القهوة في الصباح !
اطلت التأمل في كوب قهوتي
كان صوت فيروز خافتً .. فضجيج المارّة أعلى قليلاً ..
كنت قد اطلت المكوث في المقهى ..
والعيون لا تزال ترمقني بنوعٍ من تساؤل !
كأنها تقول ... من هذا الغريب !؟
شعرت بأن لا رغبة لي في اكمال هذا !
فشربت ما تبقّى من فنجان قهوتي ..
وأطفأت سيجارتي .. كتبت هذه الجملة !
لملمت أوراقي
ونهضت ! 

انحناء ..



في الطريق ..
كنّتي تمرّين عابرةً حدود ظنّي ..
وددت لو أمكنني التسوْل . .
والجلوس إلى قارعة الطريق
فأسرق منك بضع اهتمام
بضع عطْف !
أو الفت انتباهكِ ..
فتتعرفي إلي ..
لتعرفي مدى فداحة الفراق ..
كم تمنيت نسيانك في عتم الليالي
تلك التي يفترض بي أن انام خلالها .
لا أن أرثي قصّة عشقي المدبرة !
وأجلس على اطراف الليل
محاولاً سرقة قصيدة من جرْحٍ ، او خاطري المكسور !

كم جلسنا سوياً ..
كم غنّينا سوياً ..
كم تآلفنا ..
كم تناغمنا ..
كم تشاجرنا سوياً . . كم تقمصنا ادوار بعضينا .. كم صمتنا .. كم حلمنا ..
كم كبرنا يا رتا .... كم كبرنا !!
كم صارت الايام ثقيلة ..
كم انطوت السنين ورائنا ، كأوراق رواية مهترئة !
قدْ لا نتكئ على عصاً ، أو نمشي مطأطئي الظهر ,, لكن !
كم كبرنا في الحب .. كم هرمنا يا رتا  ! ! ! 

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

ملأت قلبي ..



وكم للأيام ساحات عبرناها معاً ..
متوْجين بتاج القناعة المزيفة !
ملأتِ قلبي حباً عابراً ..
كانت لذعة حب متطرّفة !
نعم عشقتك لكن ..
لم أغمّس سوى أطراف قلّبي في الحب ..
لم ازل عطشاً .. غير مكتفياً به .. !
لا زال هناك متسعٌ لحب أكبر
يكفي ليُغرِقَ قلبي ، كامل قلبي عشقاً !!
أنا المجنون في الحب ، لم اكن يوماً عاشقاً عفوياً ..
فــ للحب في اعماقي رواية أخرى !!

سيدتي ..
لا يزال في القلب متسعٌ لما اشتهيه !!
لحبٍ أغرق فيه دون موْت !
دون أن اكون شهيد الرواية !
دون خِذلانٍ . .
دون وجعٍ ..
دون أرق ..
دون بكاء .. دون اشياء الفراق المبكرة !!

 أكتفي بالألم !
لكن ..
ما أنا الا بشري ٌ !! تغريه السعادة أكثر ..
رواية مكتملة ... على ضفاف القلب تجذبه . 
أملأ بها كامل قلبي .. من بدايته إلى بدايتهِ ،،  !
مــا اروع البدايات ..
عندما تتقمّص شكل النهايات السعيدة !!

شكراً قبلات ديسمبر .. !!
كم ضمّدتِ جراحً تركتها قبلات آب !!
كم أنت جميل يا عامي الجديد .. كم أنت رائع !
كم سأغرق فيك .. كم سـ أُروى من ظمأ السنين المبعثرة .. 
صفحةٌ كنتي .. أغلقتها الآن ..
وربما سأمزقها غداً
وربما سأتركها لأعود إليها كلما تذكرت يوما ما ..  كم كنت غبياً !! 



رحلة صديق .

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

لآخر نفس ..


عودي امرأةً كي احيا بجوارك رجل لا أكثر !
عودي فالليل ينادينا
وسماءٌ توشك أن تمطر !
عودي فدقائقنا حبلى ..
حبلى بالمسك وبالعنبر !
والبرد يصاحب امتعتي
ويصاحب قلبي المتحجّر ! 

اشياع من ذكرى مرت
وهواجس من خوفي اخطر
لا اقدر الا ان اصبر
فالصبر بقاموسي الاكبر

اراقب كل رموز الارض
اختلس السمع ولا اظفر
امسيةً من عمرٍ ولّتْ
تُشفيني أيا غصنَ الزعّتر
يا عودَ المسك المتدلي
يا ريح الزنبق والمرمر
يكيفيني لقائك ليل شتاء
ليفيض البحر ويتفجّر

عودي سيدة ليالي الصيف
لأعود رضيعاً فوق المهد
عودي لتعود معاني الحب
لإفارق وجعي بعد الغد
لاصحو بعد نهار الليل

لاغفو فوق تلال الورد
ليعود الحلم لموطنه
لييشفى قلبٌ فيه البرد
اضاء له نبراس الحب
وجعاً يقتلني ، ولا يرتد
تسعفني ذكرىً قد ولّت
يسعفني لقاءٌ بعد البُعد
قولي يا امرأةٌ لا تُنسى
أربيعٌ يأتي بعد الجَرْد !!؟
ذكراكِ تؤرّق وجداني
سيفٌ في وجهي لن يُغمد
عودي امرأة كي احيا
بجوارك رجلٌ فيه الوِجد !




الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

إلى مسكينة !


مسكينة انتي !
لا تعرفين بأن بلاد العشق أطلالي ..
لا تعرفين بأن صدود الذنب عن الغفران غفراني ..
مسكينة انتي !
تفتحين الابواب لقصّة اخرى ..
واخريات مروا دون قرع ابوابي . .
مسيكنة أنتي !
حيث يسكن العشق مقدمات صفحاتك . .
وعندي يقبع خلف هامش الصفحات ملثّم بالغبار دون الوانِ . .

ألا تعرفين بان العشق يموت في أرضي مرتين قبل قرع ابوابك . .
أنا الرجل العابث يا سيدتي !
قفي هناك ولا تتقدمي كل خطواتك . .
قفي حيث امكنك البقاء بعيدا عن مجالي المغناطيسي
ولا تنامي كثيرا . .
نامي قليلا ..
 واستيقظي يومان !!
استيقظي لتشاهدي كل امرِ غامضِ !
وانتظري الغروب وتابعي ابتعادي نحو زمن آخر ..
نحو اسباب الحياة في منظوري الشخصيْ  !
نحو زمن يعجُّ في الغموض ..
اقلّب صفحاته كلّ لحظة ، لاتحقق من تفاصيلها المبهمة . .
واصرف جزءً اخر من عمري , على اللاشيء !!
وانتظر قدوم التــالية .. !!
لأقص عليها رواية أخرى . .
 

السبت، 15 ديسمبر 2012

أحلام الطفولة !



نهض أحمد في الصباح على صوت ذويه محتفلين بالانتصار ، على خلاف الايام السابقة  ، عندما كانت توقظه اصوات القذائف والانفجاراة في الجوار ..
لم يستطع فهم الكثير لصغر سنّه ، لكنه كان متعطشا للخروج من المنزل ، وممارسة لعبته المفضلة " جيش وعرب " ! مع إبن جيرانه "فراس" .
فتح أحمد الباب وانطلق إلى منزل فراس مسرعاً ..
وعدما وصل إلى هناك ، صُعِقَ بأن وجد منزل صديقه قد سوْيَ بالارض !
لم يتوانى لحظة ، باشر بسؤال الرجل الذي كان يقف على مقربة منه عن حال عائلة فراس ، وماذا حل بها !
فوجئه الرجل بأن قال " عليهم رحمة الله " !! صُعِقَ فراس مرة اخرى !
سكت للحظة ثم سأله وماذا عن فراس ؟
هزَّ الرجل رأسه ، ففهم أحمد ..
رحل صديقه !!
عاد إلى المنزل مسرعاً .. بعد أن سُرقت بسمته !
ولا زال حتى الآن يبحث عن صديق !

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

لا تطرقي باب الرجوع ..


لا تطرقي باب الرجوع حبيبتي
حبيبتي !؟؟ فلتنسي امر المفردات العائمة !
مزّقي رسائلي
كل رسائلي  !
واحرقي ما شئت من هداياي
اسمني خائن لو شئت
ولترفعي يديكي للسماء
بعد البكاء
وبعد كل الجلوس في زوايا الغرفة المظلمة
واقسمي أن تثأري مني
حدثيهم عن جبني وعن مكري
قولي لهم قد باعني بلا ثمن
قولي لهم ، لم يحبني يوماً
اشعري بالذنب
أو لا تشعري
واسلكي كل الدروب
عدا درب الرجوع ها هنا !

لا تطرقي باب الرجوع عزيزتي ..
فالبيت خالٍ !
لا تنقري جدار الذاكرة
فهو هشّ !
مثل حبنا تماماً ..
لم نكون يوما لنصبح ذات يوم !
لم نكن شجرة لنثمر
ولم نكن بئراً لنمتلئ !
اذً .. لا تطرقي الباب سيدتي
ولا تتسلقي الجدران
لا تحاولي
فالنوافذ موصدة !
وسقف البيت تسكنه الافاعي !

لا تطرقي باب الرجوع
لا زلت اقوى على النهوض !
أخاف بعد الطرق..
أن تصطحبني قدماي إليكي من جديد. .
لا زلت مجنوناً واعشق الخيبات
لا تطرقي لئلّا يقودني جنوني إلى حتفي !
لا تعبثي بالغد سيدتي
لا تسكنيه
ابقي بعيدة عني وعن اشيائي !
عودي ادراجك سيدتي
واسكني عالم لا يعج بأشيائي
اسكني الغياب
سيليق بكِ اكثر !
أما انا ..
فسأحذف ربع عمري !!
ذاك الذي اضعناه سوياً
وسأرتدي ساعةً بليدة !
سأكسر مزهرية عن الرف العلوي
وسأضع قلبي مكانها ! ! !

الخميس، 13 ديسمبر 2012

سوياً إلى نهاية !


البحر ألف قصيدة وقصيدة
فلترحلي وراء البحر يا مولاتي !
والموج نعش الذكريات
كوني وراء الموج كي تلد الموجات شكل الهاربين
والبحر يا مولاتي بئرٌ من الاحلام العابرة
والصوت صوت بكائنا معاً
والعويل ندائاتي ، سأهدأ !
سأهدأ في الصباح
إن تمكّنت من النوم ليلاً !
والبحرُ بعد الموج يحمل شكلينا معاً
هو الهدوء والترقّب
وصورة القمر فوق الماء تحمل شكلك !
حيث تحرّك النسمات شكله
تماماً كما يحركك التلكك والغموض !
فلتهربي !
غداً سألقاكي ..
سأعبر البحر عند الفجر يا مولاتي
عندما سأصحوا فوق أغنية حزينة
سنلتقي في الصحراء البعيدة
وستلد الرمال آثار اقدامنا معاً
فرباً سنرسم درباً
أو نكتب قصيدة !

غداً سنمضي معاً يا مولاتي
وسنسير حذار النهر !
وسنتكسّر مثله بين الوديان
فنسّرع تارة !
ونبطىْ تارة !
ونضيع خلف المدينة المائية !
ثم نعود تحت التلّة الخضراء
نشيْد بيتاً من قصب
ونحفر اسمينا على جذع شجرة الكستناء
ونمضي مسرعين
نسير معاً على شكل اغنيتان سريعتان دون لحن !
ونشيخ معاً !
ونموت معاً !
تماماً كما سيموت النهر في احضان امه البحر ! 
فنكون قد عشنا حياة من هروب
ومتنا كما تموت صغار البراكين في جوف الغموض !
 








الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

سقوط !

سحبٌ من الصحراء تدك سمائي
وجعٌ يصارع مبتغاه فؤادي !
يؤرقني الحنين إلى ما لست أعرفه
أناجي في المدى عمراً يضافُ الى السنين
فامكث في المدى نصفي عمري
لينقضي في البؤس أوله وآخره
فأصير احمقً بما يكفي لأكون أحمق !
غرباء نحن ..
غرباء في بئر من الدنيا
عميق بما يكفي لنسقط مرّة ونموت !
والعمر هو السقوط !
اتسبح في السقوط !؟؟


حُلم .


وجدني الغرباء ..
لم أكن ضائعا تماماً !
لكنني حصلت على صحبة !
عرفني الغرباء !
لكنني ضعت في ملامحهم ..
كنت قريباً من الحاضر الذي ينتمون إليه
فوجئت بوجوه لم تكن في حاضري !
لم أكن أعرف مكاني تماماً
ولم استطع معرفة سبب زيارتي !
نظرت في السماء ..
لم اجد قمراً
ولا شمسا ً
لا ليل ولا نهار !
كان الفضاء ابيض بلا جدران أو اسقف !
لم استطع معرفة طبيعة ما تطأه قدماي !
لم أكترث كثيراً لست أعلم ما السبب !
أمعنت النظر ..
لا أصوات في الجوار !
لا ظل لي !
لا صوت يصدره حذائي !
وقفت قليلاً
تلعثمت
وبسمةً كست وجوه الغرباء !
لم أعرف ما السبب !
ابتسمت لأردها بالمثل
تقدم أحدهم !
وضع يده على كتفي
ثم قال :
لسنا سوى ملائكة يا بني !
لا تجزع !
فقد انتهت حياتك منذ ألفي عام !
وحان موعد اللقاء !

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

إطلالة ربيع



قوسٌ أرجواني اللون اصاب عين الشمس في مطلعها ..
عيونٌ من الاسفلت باتت تلمع مقلتاها ألواناً كأشياء الجمال
يصب في ظهر الجبل كوحيٌ يبرر موقف الاشجار ها هناك !
وعشبٌ أخضر اللون تنحني اطرافه
ليسمح بترجّل بعض قطرات من الامطار عالقة !
أو ربما ليتيح فرصة للقاءٍ يجمع الارض ودمع السماء معاً !
خيوط عنكبوتٍ عانقت اجمل القطرات
قطرات كالمرآة تأخذ من الطبيعة شكلها
ومزيج ألوانٍ لا ادري كيف تجمّعت
والعنكبوت غادر عشّه
ترجّل إلى أرضٍ ابتاعت كثيراً من الازهار ولون العشب !
والإقحوان يكتب قصّة تحكي عن السلام
على عكس بعض الشقائق المتناثرة !
وكأنها أعلنت ثورة بلون الدم أو أجمل !
وزهر اللوز مستاءٌ من الشتاء العابر
وكأنه بِطَرّح الزهر أرضاً
يعلن شتاء مثمراً بلون الثلج !
صخر لامعٌ
جذع شجرة مقطوعة ينجب طفلةً غضّة
سيموت لكن ! يعلم انها ستنجب ذات يووم !
والشمس تقبع خلف الغيم تارةً ..
وتارة اخرى تسترق النظر ، مثلي تماما !
وعصافيرٌ تزقزق في المدى
فتنجب ربيع آخر
أو ربما تعطي الربيع طابعة السحري !
لا وصف يليق بشجر الزيتون !
ربما هو أشبه بالكادح الذي عاد من عمله متأخراً
وكان هذا الشتاء حمّامه الدافئ !
تلك الزيتونة المسنّة تشبه جدتي !
جذورها في الارض ثابته
لكن فروعها شقّت طريقاً احدب الشكل من سقف السماء !
غمامة  سوداء اللون تأتي مثقلة
العصافير هدئت
زهر اللوز كف عن الانهمار
لا ريح يحرّك غصنً أو زهرة هشّة !
والشمس تأخذ قوسها وتغيب مسرعةً !
صقيع يلفح وجهي
وقطرات تقبل وجنتاي ببرودة
تعلن عن برّقٍ يلمع في جوف السماء
صرخت السماء !
ثم بدأت بالبكاء
لتعلن عن انتهاء القصيدة ..

الأحد، 9 ديسمبر 2012

مات الجند ..

المدنُ لا تموت ..
تعيش ، ولكن ... ليس طويلا !!
تموت ولكن .. تضل واقفة بوجهٍ شاحب قليلاً ..
والمدنُ تحمل ريح ساكنيها
عِطرٌ يطيل عمر جدرانها بعض الشيء !
 وسفنٌ تمرُ حذار السور
 مرّت حذار الشمس أمس
تثاقلت الجنود على اسوار قلعتها
وصاح الخيل !
نهضت وردة في شق سور
ونام الجنّد  !
صاح الخيل ثانيةً  !
أفاق الطفل من فرط الصهيل !
وصاح الطفل في الجند !
ماذا وراء السور ! ماذا هناك !؟
نهضت وردة اخرى !
ومات الجند !

السبت، 8 ديسمبر 2012

خيبة أمل ..


في ثنايا العمر ..
هناك على ضفاف الذكريات الملوثّة !
تختبئ الخيبات
نزوة اطاحت برأس الحياء !
وأخرى تمايلت وتثاقلت
ثم اصبحت على شكل هرم لا تهزّها السنين !
بعض الهفوات الفائتة
تفاقم الاغلال فوق الشفاه الضاحكة !
لثام المَرَح السخيف !
اصفادٌ تكبّل الاحلام ثم تمضي !

عندما تتثاقل الاوهام فوق رأسك !
تُرزق بخيبة سوداء اللون شاحبة !
تتطاير منها رائحة الخنوع !
بين يديك مزيد من الاسئلة ..
لكنك لا تملك جواباً واحداً !!
جواباً يأخذك إلى بداية الطريق ربما !!
لتصلح الأمور ، أو تغيّر شكلها !
تصبغها بأي لون تشاء
او تتركها بلا الوان !
او تنسى امرها !
تفعل أي شيء يغير من حقيقة الأمر !
أنت تعلم ان فكرة الرجوع إلى ماضٍ تولّى
هي فكرة تحمّل في طياتها كل الجنون !!
لا سبيل للرجوع !
تفكّر قليلا بآلة اللهو في الزمن !
لكنك لم ترها من قبل لتصنع مثلها !
ولا تعلم من اين تبدأ !
تتحايل على المنطق لتعبث في مجريات الامور !
لكنّ هبوط ذبابة على أنفك سيعدك إلى الواقع من جديد !
لن تستعيد عافيتك بحفنة السخافات هذه ! أنت تعلم !
وتقول أيضاً !
ربما لو اخترت لوناً خافتً اكثر لكانت وطئة الخيبة اقل قسوة !
ربما كانت أجمل !
كون الإحتمال ذو وجوه متعددة !!
سيأخذك تساؤل اخر لتقول :
ماذا عن المستقبل ؟!!
هل سأحمل خيبتي السوداء هذه ثم امضي !
ماذا لو حالفتني خيبة اخرى !
وماذا لو كان الطريق طويل !
كيف اجرؤ على نسيان ما مضى !
كيف انسى السقوط !؟؟
كيف انسى ارتطامي باللذين احبهم !
 خيبة تسير الان قربي مثل ظلّي !
كيف أرتدي ثوب المغني ؟!
كيف انشد الاغنيات !
والعزف صوت من خيالي ، صراخ لا يطاق !!

ألمٌ يبعثر كل القادمين ..
ولألم بات رداء السنين المحبب !
والعمر يمضي  ..
كأن الخيبات تعشق عمرنا ..
والاحلام باتت هزيلة
ونحن لا نزال نحيا لا لنحلم ..
 لكننا نحيا لنهرب !
نهرب إلى سباتٍ ربما ..
أو لواقع بلا مسببات التذكَر !!
لو أن الخيبات كالحبيبات !
لكرهننا من كثر التذمّر والعويل !!
لكن الخيبات اكثر عشقاً ..
وأكثر صدقاً ..
فإذا عشقننا .. تشبثن بنا طويلاً !
أو إلى الابد إذا امكن !
خيباتنا حبيباتنا !!
ماذا سيحدث لو قبلنا حبهن !؟
ماذا سنخسر !؟
ماذا سيحدث لو قبلنا الوجع بكل ما اوتينا من شوق !
ماذا سيجري لو غدونا خائبين !!
هذا كل ما في الامر !!
خيبة أمل !
لا شيء اكثر ..

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

عكّا



عكّا تسير الآن قربي في الرواية !!
تحدثني عن حزن تخلل سورها
تقول لي وجعا يمتص بدايات الكلام
كيف ابكي يا فتى !؟
كيف اهجو ! ؟
كيف ارثي رفَّ الحمام الشريد !
كيف انحني للبحر بعد الآن قلّي !؟
قلّي بربّك يا فتى ..
اوليس عهراً أن اكون سطراً في نَصً معاهدة ذليلة !
أين القبيلة !
أين الصغار الثائرين !؟
أين الكبار ؟!
أين الطريق إلى الرجوع
أين سكان البيوت الشاردين !؟

قلّي بربك يا فتى .. كيف ابدو !
كيف ابدو حين تدكني اقدام العاريات !
ويغتسلن في بحري صباحاً أو مساء !
كيف ارضى كيف امضي !
وماء البحر حر !
وحجر السور حر !
ازقّة في الحارة الشرقية تطالب بالحرية !
وهي لم تفهم بعد حقيقة القضية !
يا فتى أن البيوت غريبة !
جفت ازهار الحديقة !
ومات الصامدون على اطراف المدينة !
لم يبقى لاحبتي اثر ولا ريح !
ذهب الزمان بهم
واتى الزمان إلي بوجه اسود اللون يحمل اسماءً عربية !
اسماءٌ اتت بوجه اصفر اللون خائب مستسلم !
وضعتني على الرف لبرهة !
ثم أمرت بالقاء القبض علي !
وأسمتني مدينة صهيونية !
كيف أرفض يا فتى !
وانا لست ببشرية !!
لست امرأة لأصرخ في المدى !
واقول باعتني القبية !
لست امراة لاكبر او اشيخ !
او يصيبني مرضٌ فأنسى موقعي في الارض !
فما أنا إلا وطنٌ يا فتى !
والوطن لا اسم له اذا باعته القبيلة !!

الأحد، 2 ديسمبر 2012

وللقضية موسمان !


وجع آخر يضاف الى وجعي ..
وتزيد آهاتي ثمانية وأربعون آه أخرى !!
فأطمئن على الظلام المحيط بي
وانتزع من اعماقي غصتان !!
واحدة القي بها على الملأ فتجف عروقها، تذبل .. فتموت !!
وأخرى احتفظ بها مرغمآ !!
لأن الحديث عن أمر مماثل في مجتمعنا يعد عيب !
وكم من كلمات لاحت في حلوقنا محاولة الخروج لكننا ابتلعناها لتكبر وتنمو وتبني وطن من الوجع ..
أما الغصة الاولى ..
فهي تلك الشابه التي قتلها اباها صون منه لشرف العائلة النبيلة !!
تلك التي كانت تخبئ على اطرافها شيء من نهر الأردن ، وعلى يسارها تصبو النوارس حين تقبل البحر ثم تعود كي تحدثها عن قصص العشق المؤجج على أطراف البحر البعيدة ..
تلك التي احتفظت بسر عاشقها المنفي .. وابت الا تبوح بأي كلمة حتى يعود لتعلن قصة عشقهما على الملأ ..
تلك الفتاة القوية .. قتلت ،لكن لا تزال حية !!
قتلت لأن اباها قدمها بكامل عذارتها لسافل
وخاف ان يقال عنه قواد' ،فقتلها !!
قتلها لانه تذكر عروبته لساعة !! .. كون العرب لا يقبلون الهوان ولا المذلة
قتلت فلسطين الشريفة !!
قتلت ومزق جسدها الى نصفين !!
نصف دفن عند البحر
واخر بجوار النهر !!
وهناك نصف ثالث قد لف بأوراق الهدايا
وقدم للسافل !!
لطالب العز الرذيلة اذ تجاوز عزه الاخلاق !
ولحسن حظ السافل
أن لفسطين أب عربي !
وﻷن العرب كرماء بطبعهم .. قد نال سافلنا ثلاث ارباع الضحية !
وللقضية موسمان !!!