الخميس، 23 فبراير 2012

عذراً وطني ..

وطني يا صاحب الجرح العميق , عذرا !
وطني يا صاحب الآهة الكبرى , عذرا !!
عذرا فصوتك غير مسموع , ربما سمعوك في المرة ال 47 , لكن لعل اغتصابك كان ممتعا لهم !
عذرا فأنت لا تكف عن الصراخ , فلربما تزعجهم !
عذرا فقد صرت عجوز في ال 68 من عمرها ! فلربما بات أنينك لا يؤثر في ضمائرهم
عذرا وطني العزيز  , عذرا فصرخاتك المتتالية لم تعد تقضُّ مضاجعهم
يملأون بطونهم بما لذ وطاب من طعام ابتاعوه بنقود الذل والمعونات التي يقتطعونها قبل وصولها إلى الذين أتت من اجلهم , عذرا عزيزي ... عذرا !!
عذرا فما عاد فينا منصتا ! ما عاد فينا منصفا ! ما عاد فينا نفسا ! ما عاد فينا من يرد لك الصدى .. أقول عذرا وأنا أتقيأ من قبح الإجابة ! وأنا أتنفس هواء الذل والمهانة مع كل صرخة تميل بي الدنيا الى من سمعوك قبلي , أتلفّت مسرعا نحوهم .. نحو قبور أو لربما نحو أسوار سجن مكتوب عليها 87 عام ويومان !!
هي أرقام عمرك , وسنوات سجن سينقضي جزء كبير منها داخل زنزانة متواطئة , وما يتبقى منها تحت التراب !!
عذرا وطني الحبيب , فكل الطرق التي استخدمتها آلت بالفشل الذريع !
أكنت تعتقد أن صراخ طفل قبل لفظ أنفاسه الأخيرة سوف يوقظهم !
أم صوت شابة في ال 17 من عمرها ينكّل بها وتلقى على جانب طريق فرعي ويعثر على جثتها عن طريق الصدفة بعد يومين أو ثلاثة !
أم أنين امرأة فقدت أبنائها وزوجها وأخويها وامرأة أخوها الأصغر  !!
عذرا فتلك الصورة لم تكن مفزعة كفاية ! أو لعل تلك الطفلة لم تكن ابنتك الصغرى !
وطني يا طائر في سماء حرية مصطنعة !  , أرجوك فلتعلي صوت أنينك أكثر أرجوك استخدم مضخمات الصوت إن أمكن ََ!!
اخرج عن طورك لو تقدر , اضرب في عرض الحائط كل ما تبقى من كرامتك , ولتناجيهم ما أمكن !
اصرخ في أعلى صوتك أرجوك لا تتوقف ,
قدّم لهم على كل مائدة جثثا أكثر !
قدّم خيبات لا تعد ولا تذكر
قدّم 10 أطفال آخرين  أو 20 إن أمكن  !
قف على قدميك المنهكتين وأيقظ منهم ما استطعت , اصرخ في كل زقاق وكل شارع وكل حي , اصرخ أكثر !
اقنعهم أن حياة بلا كرامة هي حياة لا أكثر  !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق