الخميس، 23 فبراير 2012

أنا أحلم ..



أنا احلم .. نعم أنا كذلك !
أنا الآن أغط في سباتي العميق أسافر أميالي واقطع كل حدود الممنوع
أسافر عبر الممكن إلى المستحيل ..
 واطرق كل أبواب المعقول والمنطق . .
أنا الآن ابني بيتا لِ ابني الأصغر في حيفا .. لطالما حلم بامتلاك منزلا مستقلا عنّا منذ انتقلنا إلى العيش في حيفا في عام 2021 . . وذلك أن عملي تغيّرت ظروفه وبات الموردون يعانون من بعد المسافة بين جنين وحيفا . . وساعدني امتلاكي لبعض الدونمات هناك أن أكمل مشاريعي بسلاسة ودون عناء . .
اشتاق للبلد الذي نشأت به وترعرعت ولكنني اكره ذكريات الاحتلال الصهيوني آنذاك . ..
وكلما تذكرت مدى شوقي وشغفي للقدس وعكا وحيفا ويافا ومثيلاتها من البلاد التي سيطر عليها الاحتلال والتي كان من المستحيل زيارتها حتى ! , ونظرت إلى واقعي اليوم وكيف أنا الآن اسكن حيفا وأتنقل بين شوارعها فإنني اشعر بالأمان , يؤسفني حقا أن هذا الجيل لم يعش نكباتنا في ظل ذاك الاحتلال , ولا يحمد الله كثيرا . .  لكن لا بأس , فيوم ما سوف لن يبقى مُثلائي ها هنا وستذهب كل تلك الذكريات معهم إلى حياة أخرى !!
منذ أن قامت دولة فلسطين على كامل حدودها , وعودة ما تبقّى من قطعان المستوطنين الى سائر أنحاء أوروبا متفرقين بعد تلك الهزيمة النكراء وسقوط  دولتهم المزعومة في 27 حزيران 2013. . بدأت تتلاشى المتاعب شيئا فشيئا , وبدأنا نبني فلسطين منذ نقطة الصفر
واعدنا بناء المدن الفلسطينية بعد الدمار الذي لحق بها بعد الحرب , فحيفا لم تكن كذالك بعد الحرب لكننا أعدنا بنائها واعدناها كما كانت كسابق عهدها . .
لم اعد أتذكر شيئا واحدا , ولا يخطر في بالي أبدا غير هذه اللحظة .. ولكن هذا البلد بأسمائه الجديدة يبدو أكثر نضوجا , وأكثر رونقا !!
يعجبني شاطئ حيفا في ليلة صيف , ولكن ما أجمل شواطئ عكّا ويافا . .
لطالما قلت لنفسي وتساءلت عن مدى واقعية ما يحدث .. وهل من الممكن ان يتلاشى حلمي باحتلال آخر .. ربما لو لم أكن احلم لما قلت ذالك !!
ربما آن أوان واقعية محتومة , والبدء من نقطة صفر أخرى !! نقطة صفر أتمنى أن يصل إليها البعض قريبا ..



قد آن لكم أن تبأوا بتطبيق احلامكم على أرض الواقع ، وأن تقطعو تلك القدم التي تأخذكم إلى الوراء خشية من المجهول !!
الحلم لكم .. والارض لكم .. وأنتم ؟؟ هل تملكون انفسكم لتحصلوا على اشيائكم !!؟؟؟

ان المستحيل يسكن بلاد صغيرة جدا , وبلاده هؤلاء الذين يتلفظون باسمه أحيانا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق