الخميس، 23 يناير 2014

مشهد مِن الشارع _ قصّة قصيرة

    
بشعره الاسود الكثيف ، ووجهه النحيل ، وبملابسه الرثّه يجلس إلى قارعة الطريق مقابل اشارة المرور التي يزدحمُ بجوارها المارّة عند المساء 
ينظر في تلك الوجوه العابرة محاولاً سرقة معنى لتسارعهم وهو يقول في نفسه : 
كُلهم يملكون منازل وأهل وربما عمل ما .. وأنا لا أملك سوى هذه الكعكات السبع ، التي يتوقف أمر تناولي لواحدة منها على بيع الكعكات الست الأخرى .. وهكذا في كل يوم ..
يقترب منه أحد المارة .. يأخذ كعكة .. ويدفع له ثمن مئة كعكة ، مبتسماً ثم يمضيْ !
ينظر في العشرون ديناراً بملئ بصره ، لم يلمسها منذ أن ولد ربما .. قبل أحد عشر عاماً !
ثُم يُدرك أنه لا يتسوْل ، وإنما يعمل ! فينهض راكضاً وراء ذلك الرجل ..
يا عم ، يا عمْ .. إنتظر .. أنا لا أملك باقي العشرون ديناراً !
- مبتسماً ... حسناً .. إنها لك
لا يا عم لا أظنك تفهمني جيداً .. أنا اجلس هناك .. وابيع الكعك ، هكذا أكسب رزقي .. أنا لستُ متسول !
ثم يقترب من الرجل ويضع العشرون ديناراً في يده قائلاً .. بإمكانك أخذ الكعكة دون مقابل
ودون حتى أن ينتظر رداً من ذلك الرجل الغريب ..
يلتف عائداً إلى ذلك السور وهو يعلمُ تماماً انه سينامُ جائعاً إن أراد الاحتفاظ برأس ماله في حال حالفه الحظ واستطاع بيع الكعكات الستْ ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق