الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

منفىً وجنون !!


إعْتَمَدَ على نفسه كثيراً ..
كان اكثر المتفائلين في عالمه الذي يسكنه وحدهْ !
وكان اكثر المتشائمين فيه !
كأن أول من يستقيظ في المساْء !
واخر العائدين إلى المنزل !
لم يكن يقوى على استيعاب كثرة اللاشيء من حوله !
لكنه اعتاد عليها مع مرور الزمن ..
اصبحت كل الجمادات صديقاته المقرّبات .. 
أول من يقف للاستماع له .. هو الحائط !
يَسّتَمِعُ له بصْمت .. كم هو مهذّب !!
وكأنه يعلم انك تريد من يسمعك وحَسْب .!
دون أن يُدلي برأيه أو يقول أي كَلِمَة ، أو حتى يهزَّ رأسه مجاملةً !
كان مثاليا !
كانت الطريق تشاركه تفْكيره  ..
تساعده في طرّحِ الافكار ..
بأن ترد له صدى صوت حذائه الذي "يطقطق" في الطريق !
كانت السماء توحي له بالافكار ..
عندما يكون العشب سريره ..
وبعض زهر شجر اللوز ، وشائق النعمان عِطرهُ ..
لم يكن وحيدا في المنفى !! لم يكن كذلك !
كان كل العدم يشاركه حُلم العودة !
كان كل شيء لطيفً معه !
كان كل شيء مثاليا !
وهو كذلك

على جذع شجرة الصنوبر .. كتب عن عشقه للمنفى
قال مضيئاً للقادمين من بعده ..
كأي كوب آخر .. هو المنفى !
هل وجدت الكوب فارغ !؟ لا نِصْفين لَهُ ؟
لا بأس .. إكسرْه !
وابحث عن مثاليةً اخرى !!
مثالية تخلو من السعادة  ، أو التعاسة
سمّها ما شئت ..
أما انا فقد اسميتها..(مِثالية المجنون) !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق